خلود المانع: المرأة السعودية تتفوق عالميا بمجال الذكاء الاصطناعي

في عصر تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي بالمملكة تبرز بين أضواء الإبداع والابتكار شخصيات نابعة من جذور متينة، تنطلق نحو آفاق جديدة لتحقيق الإنجازات، وترسم مسارات النجاح بألوان مميزة، ولعل أشهرها الدكتورة خلود المانع الرائدة بمجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

خلود المانع قصة امتزجت فيها الثقافات والتجارب لتخلق فريقًا عالميًّا من التميز والإبداع، درست علوم الحاسب والمعلومات، وحصلت على درجة الدكتوراه من أحد أعرق الجامعات في بريطانيا، وحظيت بأسرة داعمة لها لتصل إلى أعلى المناصب.

التقت مجلة عالم التكنولوجيا في حوار خاص مع الدكتورة خلود المانع لتروي حكايتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

في البداية عرفينا بنفسك.. وما الذي دفعك لدراسة علوم الحاسب والمعلومات بالتحديد؟

ولدتُ في الولايات المتحدة الأمريكية، ودرست مراحلي التعليمية الأولى بولاية كاليفورنيا، ثم استكملتُ بعضها في ولاية فرجينيا، ثم التحقتُ بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود في الرياض.

ماذا عن مسيرتك الدراسية ودور أسرتك؟

بفضل لله، كانت مسيرتي الدراسية والعلمية حافلة بالإنجازات؛ بسبب دعم أسرتي ودعم حكومتنا الرشيدة، وبعد مرحلة حصولي على البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي درستُ الماجستير في التخصُّص نفسه، وكانت أطروحتي حول «استخدام المعاني الضمنية والدلائلية للصور الإلكترونية لاسترجاعها».

في وقت قصير.. حققتِ الكثير من الإنجازات ومسيرتك باتت حافلة بالنجاحات حتى أصبحت شخصية سعودية بارزة.. حدثينا عن أهم المناصب التي علمتِ بها؟

بحمد الله تم تعييني من قبل الأمم المتحدة سفيرة للسلام وتمكين المرأة، وقبل ذلك كنت أول سعودية يتم تعيينها في منصب سيناريو في المنتدى العالمي للاستثمار وريادة الأعمال (G20-WBAF) التابع لمجموعة العشرين، ممثلًا للمملكة العربية السعودية.

وعملت أيضا كعضو مجلس إدارة في اللجنة العالمية للتنمية الاقتصادية للمدن الذكية، وعضو مجلس إدارة في اللجنة العالمية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار التابعة لمجموعة العشرين.

وأشغل منصب رئيس المنتدى الاقتصادي النسائي G100-WEF، ممثلة للمملكة العربية السعودية، كما أنني شريك مؤسس ومستثمر في شركة Forward Angel Investment، مع مجموعة من المستثمرين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أيضا نسعى لتقديم التمويل المالي والاستراتيجي لرواد الأعمال الرقميين والشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم.

ماذا عن الجوائز والأوسمة التي حصلتِ عليها؟

بحمد الله تم تكريمي طوال مسيرتي بالعديد من الأوسمة والجوائز محليًّا وعالميًّا:

• المرتبة الأولى على مستوى العالم ضمن أفضل 32 قائد فكر في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات وعلوم البيانات لعام.
• تصنيفي ضمن أفضل 50 امرأة عالميًا في مجال التكنولوجيا.
• حصلت على جائزة الريادة الدولية لعام 2024 في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
• أيضا حصلت على المرتبة الأولى ضمن أقوى 50 قائد فكر عالمي في الذكاء الاصطناعي.
• حصلت على جائزة التميز لعام 2023 في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود – أمير منطقة القصيم.
• كذلك حصلت على وسام الريادة في الفكر التكنولوجي العالمي.

مؤخرًا قامت شركتك الخاصة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي HKB Tech بإنشاء مركز التميز للذكاء الاصطناعي السعودي.. ماذا عنه؟

بالفعل، أنشأنا مؤخرًا مركز التميز للذكاء الاصطناعي السعودي، والذي يعد الأول من نوعه في المملكة باسم (AI Hub-Center of Excellence CoE)، وذلك تحت مظلة شركة HKB Tech، كذلك قمنا أيضا بتوقيع شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية وهي جوجل Google، وأمازون Amazon، وأوريكال Oracle، وإنفيديا NVIDIA ضمن فريق عالمي متعدد التخصصات، ونستهدف من خلاله مشاريع الذكاء الاصطناعي عالية التأثير والاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الذي يغذي الابتكار، ويعزز التعاون ويساهم في تبادل المعرفة، كذلك يدفع عجلة النمو الاقتصادي الرقمي.

يلعب المركز حاليًا دورًا مهما في تطوير ثلاث منتجات من الذكاء الاصطناعي.. ماذا عنها؟

المركز حاليًا يقوم بتطوير ثلاث منتجات من منتجات الذكاء الاصطناعي التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وسيتم إطلاق هذه المنتجات قريبًا تحت شعار “صنع في السعودية” بحقوق ملكية فكرية لشركة HKB Tech، وتستهدف المنتج الأول القطاع الرياضي، والثاني لخدمة القطاع الصحي، أما المنتج الثالث فهو نموذج لغات ضخم للذكاء الاصطناعي التوليدي يشبه CHATGPT ولكنه مخصص للغة العربية فقط.

بالتفصيل.. ما هي المنتجات الثلاثة وماذا عن أهميتها؟

المنتج الأول:

يستهدف خدمة القطاع الرياضي، فهو قميص تفاعلي ذكي يستخدم من قبل لاعبي كرة القدم “E-shirt”، وجاءت الفكرة بالتزامن مع استضافة المملكة لكأس آسيا وكأس العالم، والذي انطلقت بشأنه سلسة مشاريع استراتيجية بتوجيه من معالي وزير الرياضة لتحويل الملاعب الرياضية السعودية إلى ملاعب ذكية باستخدام أحدث التقنيات الناشئة، وقد كنا بحمد الله في HKB tech ضمن الفريق الذي قدم مقترحًا متكاملًا لتحويل استاد الجوهرة الرياضي بجدة (مدينة الملك عبدالله الرياضية) إلى استاد رياضي ذكي بالتعاون مع إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، استجابة لهذا المشروع الضخم.

هذا المنتج الذي يستهدف خدمة القطاع الرياضي (القميص التفاعلي ذكي)

وهو عبارة عن نظام متكامل مكون من حساسات محاكة داخل القماش، يقوم بجمع جميع العلامات الحيوية للاعبين، وقياس شعورهم بالألم والإعياء والإجهاد والتغير في التنفس وضربات القلب وضغط الدم وترسل إشارات مباشرة إلى نظام مركزي يسمى Super App لمراقبة أداء اللاعبين، ونظام حوسبة سحابية Local Cloud Computing الذي بدوره يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل جميع البيانات التي تم جمعها in real time لإرسال تنبيهات وإشارات للمدرب بضرورة استبدال لاعب معين في وقت محدد، مع عمل جدول مقترح للاعبين الذين يمكن استبدالهم خلال فتره معينة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بناء على حالة اللاعبين الحالية من حيث شعورهم بالألم، والإجهاد والإعياء والقراءات الحيوية.

أقرا أيضا: المرأة السعودية.. انجازات مستحقة وخطوات على طريق التمكين

المنتج الثاني:

هو software أو برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الأدوية الموجودة حاليًا وتأثيراتها واقتراح تطبيقات علاجية جديدة. فمثلًا قد يكون الدواء المستخدم لعلاج مرض معين فعالاً في نفس الوقت لعلاج مرض آخر. وهذا يقلل من التكلفة، كذلك يساعد شركات الأدوية على توسيع دائرة علاج الأمراض. ويأتي تزامنًا مع مشروع إنشاء المملكة لأكبر مصنع أدوية في العالم.

المنتج الثالث:

نموذج لغات ضخم للذكاء الاصطناعي التوليدي يشبه CHATGPT. ولكنه مخصص للغة العربية فقط، ويتم تدريب الآلة خلاله على كمية هائلة من البيانات العربية تصل إلى 200 مليار parameter لضمان أعلى درجة للدقة للنتائج باللغة العربية.

من وجهة نظرك.. كيف ترى خلود المانع مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة؟

بحسب تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2023 الصادر عن جامعة ستانفورد. حلت المملكة في المرتبة الثانية عالميًا، من حيث الوعي المجتمعي بأهمية الذكاء الاصطناعي.

ويشير تقرير العام الجاري إلى ارتفاع معدل الثقة بين المواطنين السعوديين عند التعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي. كذلك احتلت السعودية المرتبة الثانية عالميًا بعد الصين من حيث إيجابية الناس وتفاؤلهم تجاه التكنولوجيا.

ما شعورك وأنت تمثلين المرأة السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي؟

سعيدة وفخورة بهذا الثميل الوطني والتشريف العالمي. وأتطلع لإبراز الدور الريادي للمرأة السعودية عالميًّا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين والرؤية المستقبلية الطموحة لسمو ولي العهد. وإتاحة الفرصة للمساهمة في إعادة صياغة الصورة النمطية للمرأة السعودية. كذلك المشاركة في قيادة المشهد التنموي الطموح الذي تعيشه المملكة. وإثبات ما تتحلى به السيدة في المملكة من تطور وقدرة على التفوق عالميًا في مجالات غاية في الدقة مثل الذكاء الاصطناعي.

مسيرة من الإنجازات.. حدثينا عن خطتك القادمة؟

سعيدة بالإنجازات التي حققتُها خلال مسيرتي في الذكاء الاصطناعي، وأتطلع دائمًا إلى خدمة الوطن بالتعاون مع قطاعات الدولة، سواء الخاصة أو الحكومية في تنفيذ مشاريع الأتمتة، والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتحويل المدن إلى مدن ذكية للتماشي مع رؤية المملكة 2030.

The post خلود المانع: المرأة السعودية تتفوق عالميا بمجال الذكاء الاصطناعي appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.